أين أنشئت أول سكة حديد في العالم

أين أنشئت أول سكة حديد في العالم

أين تم إنشاء أول سكة حديد في العالم هذه مسألة يختلف عليها كثير من المؤرخين، وذلك بحسب اختلاف البلدان والثقافات، ولأن أغلب البلدان التي تم إنشاء السكك الحديدية فيها كانت خاضعة للاحتلال في تلك الفترة أو الفترة الزمنية. في هذا المقال الذي يقدمه لكم سنعرض لكم الكثير عن السكك الحديدية، وأين تم إنشاء أول سكة حديد، وكيف تطورت، وغيرها.

أين تم إنشاء أول خط سكة حديد في العالم

السكك الحديدية هي قضبان ثابتة بمسافة مستوية معينة تسمح للقطارات بالمرور عليها بشكل ثابت دون عوائق. ولعل أقرب احتمال لإنشاء السكك الحديدية وظهورها كان على يد السيد جورج ستيفنسون صاحب مناجم كيلينجورث لنقل الفحم من منجمه الواقع في مدينة ستوكتون إلى مدينة دارلينجتون ومن خلال الموقع الرسميك إلى مدينة شيلد. وكانت المسافة بينهما حوالي 40 كيلومترًا. واعتمد ستيفنسون في إنشاء أول السكك الحديدية على المحركات الثابتة التي تم تركيبها على عجلات القاطرات وتشغيلها بالفحم كمولد للطاقة، حيث تم تحويل الطاقة الحرارية إلى قوة ضغط هائلة لإنتاج الطاقة الحركية، والتي كانت مكلفة للغاية في ذلك الوقت، مما اضطر ستيفنسون إلى تغيير نظام آلية الدفع إلى عربات تجرها الخيول واستخدامها كمشروع تجاري لنقل الركاب والبضائع المختلفة في جميع أنحاء المناطق الثلاث المذكورة سابقًا.

أول ظهور للسكك الحديدية

انتشار السكك الحديدية في العالم

وانتشرت السكك الحديدية في العالم بعد ذلك لتشمل كافة أنواع السكك الحديدية المعروفة اليوم، من مترو وسكك حديدية لنقل الركاب والبضائع، وغيرها، بما في ذلك التطورات القائمة والوسائل المريحة والآمنة التي تتناسب أكثر مع احتياجات الركاب والبضائع. ولعل هذا التطور يقوم على عدة مراحل مثيرة للاهتمام، وكانت هذه المراحل على مدى مجموعة من الفترات الزمنية المختلفة والمتعاقبة، مما أدى إلى تسلسل الأحداث والتطور الدائم والمستمر الذي نراه واضحاً في عصرنا الحالي.

مراحل تطور السكك الحديدية

تحدثنا سابقا عن نشأة السكك الحديدية منذ البداية وكيفية عملها والتي كانت تقتصر على جر الخيول ثم بعد ذلك التحول من جر الخيول إلى توليد طاقة الضغط الناتجة عن البخار لتوليد الطاقة الحركية لسهولة الحركة بواسطة القاطرات وهو ما كان في ذلك الوقت ثورة علمية في العديد من الدول الأوروبية. وفي بداية القرن التاسع عشر بدأت الثورة الصناعية المتعلقة بالسكك الحديدية تتقدم وتزدهر وتضاعف حجم السكك الحديدية في جميع أنحاء العالم وتم إنشاء أنظمة محطات لتلك السكك الحديدية كما تم استبدال المحركات التي تعمل بالفحم بمحركات ذات طبيعة جديدة تعمل على الديزل والمواد البترولية مما أدى إلى تقليل نسبة التلوث الناتج عن استخدام محركات الفحم وتقليل التكلفة أيضا وفي منتصف القرن التاسع عشر تم استبدال محركات الديزل بمحركات أخرى جديدة أقل خطورة وأقل تكلفة. ومع الثورة الجديدة والتي كانت في ذلك الوقت متعلقة بالطاقة الكهربائية بدأت العديد من الدول بالتحول إلى الطاقة الكهربائية والاعتماد عليها في العديد من السكك الحديدية التي تعمل في خدمة الركاب مثل المترو والترام وغيرها وبعد ذلك انتقل العمل إلى الطاقة الكهربائية داخل القطارات إلا أن التطوير المستمر كان حاضرا مرة أخرى في نهاية القرن التاسع عشر ليحل محل الطاقة الكهربائية نوع جديد من الطاقة وهي الطاقة الكهرومغناطيسية والتي تعتمد في عملها على قوة التنافر والجذب للأقطاب المغناطيسية مما يقلل من تكلفة الطاقة ويزيد من سرعة القطارات ويوفر الراحة والأمان على السكك الحديدية المختلفة.

أول ظهور للسكك الحديدية في الشرق الأوسط

أنشئت أول خطوط السكك الحديدية في الشرق الأوسط في مصر في عهد الخديوي إسماعيل قبل حفر قناة السويس بهدف إيجاد وسيلة جديدة وسريعة لنقل البضائع من ميناء السويس إلى ميناء الإسكندرية، حيث كانت السفن تفرغ حمولتها في ميناء السويس وكانت هذه البضائع تنقل بالجمال إلى ميناء الإسكندرية، وهو أمر صعب ومكلف، مما دفع الخديوي إسماعيل للتواصل مع السيد ستيفنسون لإنشاء خط سكة حديد يربط بين ميناء السويس وميناء الإسكندرية عام 1851. وبالفعل تم الاتفاق على هذا الخط الحديدي وبدأ العمل فيه عام 1952. واكتملت المرحلة الأولى من المشروع عام 1854، والتي وصلت إلى كفر الزيات وهي نصف المسافة بين القاهرة والإسكندرية تقريبًا، حيث كانت رحلة القطار تبدأ من القاهرة وتنتهي في كفر الزيات، ثم تبدأ رحلة الجمال إلى الإسكندرية. وتمت الموافقة على هذا الأمر حتى اكتمال المرحلة الثانية من القاهرة إلى الإسكندرية، ثم المرحلة الثالثة من القاهرة إلى السويس. في عهد الخديوي إسماعيل بذل جهداً كبيراً لتوسيع وتطوير شبكة السكك الحديدية لتشمل كافة أنحاء مصر، حيث بدأت السكك الحديدية في بداية حكمه بطول 425 ميلاً وانتهت في نهاية حكمه إلى حوالي 1200 ميلاً داخل مصر.

وتمتد من أقصى جنوب مصر (وادي حلفا) إلى أقصى شمال مصر (الإسكندرية)، بالإضافة إلى محافظات ومناطق الدلتا والفيوم.

في عام 1889 وصل أول قطار إلى مدينة الأقصر على بعد 340 ميلاً جنوب القاهرة، وكان ذلك إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التوسع في السكك الحديدية داخل مصر، والتي كانت ستصل إلى مدن الجنوب. وبالفعل تم تأسيس شركة للسكك الحديدية وأطلق عليها اسم شركة سكك حديد قنا أسوان، وكانت مملوكة لبعض المستثمرين البريطانيين في ذلك الوقت.

الاحتلال البريطاني وأثره على توسع السكك الحديدية

وفي نهاية هذا المقال الذي يقدمه لكم ، نكون قد أوضحنا لكم أين تم إنشاء أول خط سكة حديد في العالم، كما قدمنا ​​لكم الكثير من المعلومات عن السكك الحديدية ونشأتها وتطورها عبر العصور والأزمنة المختلفة، ونتمنى أن نكون قد أفادكم.